..| متحف ولاية بدية |..

27 أبريل 2012

متحف ولاية بدية أول متحف سياحي وتراثي متخصص يعد الأول من نوعه على مستوى السلطنة من حيث الأهمية كونه يضم مقتنيات نادرة وفريدة تحكي للزائر والمقيم حقبا تاريخية ماضية يعود بعضها إلى آلاف السنين والتي تعد نفائس وطنية غاية في الأهمية.

ويتبنى هذا المشروع أحد المواطنين من ولاية بدية ضمن اهتماماته الشخصية بجمع التراث العماني والعربي الأصيل ، ويأتي تنفيذ هذا المشروع ضمن المشاريع الذاتية الرائدة التي تسهم في رفد السياحة وإثراء السياحة الداخلية بمخزونات التراث العماني العريق وتعريف الزائرين بتاريخ وأصالة الشعب العماني وشعوب المنطقة العربية كون المتحف يضم نفائس من العملات والأسلحة القديمة والأدوات والتراثيات النادرة.

وقال صاحب المتحف عامر بن سالم بن شامس الحجري: فكرة إنشاء متحف متخصص لحفظ موروثات وعادات أبناء السلطنة ليست وليدة اليوم وإنما وجدت بعد تفكير طويل وعناء كبير تم خلاله وضع التصورات والخطط لإنشاء هذا المعلم البارز الذي اعتبره مختلفا عن بقية المتاحف ومتميزا بوجود تنوع المعروضات وقدمها وقيمتها التاريخية ليس فقط على مستوى بدية أو الشرقية بل السلطنة والدول المجاورة وقد روعي في بناء الصالة الرئيسية للعرض والمرافق المختلفة ان تكون وفق طابع عماني استخدمت فيه خامات البيئة المحلية بما يجسد ملامح عمانية خالصة ويتكون المتحف من سبع صالات عرض رئيسية سميت بأسماء قرى ولاية بدية وواحاتها الغناء التي تمثل مصدر جذب سياحي للسياح الأجانب والزوار.




ففي الصالة الأولى حيث يتم استقبال الضيوف بالترحاب والتعريف بهذا المعلم السياحي وتبدأ جولة السائح والزائر بالتعرف على ركن البنادق التقليدية القديمة وتم في هذه الصالة عرض أنواع من بندقية الصمعاء التي تشتهر في عمان منذ القدم ويحتوي هذا الركن على نماذج متنوعة من الدلال النحاسية ولها نقش دقيق وفريد مطعمة بالفضة كما تم الاختيار لهذه الدلال من بين 45 دلة موزعة في أقسام المتحف بطريقة تراثية وهي عنوان ترحاب للضيوف.

 




قطع نادرة


تحتوي الصالة الثانية على بعض البنادق القديمة بمختلف أنواعها وأشكالها وفق تسلسل زمني لاستخدامها من قبل أبناء السلطنة وتضم ركنا خاصا لعرض النقود القديمة وعددها يتراوح بين 5 آلاف وخمسة آلاف ومائتي عملة ولقد تم عرض هذه النقود والباقي في الخزينة الداخلية بسبلة العروس. ومن بين أشهر هذه العملات 25 قطعة أثرية نادرة الوجود والبعض ليس له مثيل ولم يتم التعرف عليه لقدم تاريخه ولا يزال العمل جاريا لفك رموزها وتحديد فترة صكها وفق التسلسل الزمني وأماكن تداولاها.


 

 

ركن الخناجر


وفي سعي للتعريف بالصناعات التقليدية خصص بالمتحف ركن خاص يعنى بتوثيق أنواع الخناجر العمانية وخاصة القديمة منها وتتصدرها خنجر آل سعيد بمختلف أنواعها وأشكالها إلى جانب عرض نماذج متنوعة من خناجر عمانية قديمة والتي تلبس بالداخلية والشرقية وخصص لولاية بدية ركن يعرض بشكل خاص أنواعا من الخناجر الفضية المزخرفة التي يزينها القرن السيفاني والنصلة الداخلية للخنجر التي يتم اقتناؤها بأسعار كبيرة.

صالة آل سعيد


ينفرد المتحف السياحي والتراثي في بدية بتخصيص صالة سميت باسم الدولة البوسعيدية عرفانا بالدور القيادي والحضاري لبناء دولة راسخة وقوية في عمان منذ عهد الإمبراطورية العمانية ويعرض المتحف نماذج من الخناجر والسيوف والبنادق التي يقتنيها السادة البوسعيديون خلال حكمهم لمسقط وزنجبار وتوجد نماذج فريدة ومقتنيات فضية مطعمة بالذهب وستعمل إدارة المتحف مستقبلا على عرض نماذج أخرى تبرز الجوانب المضيئة في تاريخ هذه الأسرة العريقة.

الحياة الاجتماعية


وبهدف تعريف الزوار بنمط الحياة اليومية للمجتمع العماني تم تخصيص ركن يضم أنواعا من الموازين ووحدات القياس مثل المكيال والسدس وأنواع القيود القديمة يتراوح عمرها إلى 600 سنة وتحتوي على صناديق خشبية قديمة مصنوعة من خشب الساج (المندوس). وفي ركن آخر بالصالة توجد مجموعة فريدة ونادرة من القفول ومن بينها قفل (بيت المال) وله خمسة مفاتيح يقفل بها الخزينة من قبل خمسة أشخاص وهم موظفون يؤتمنون على خزينة الدولة قديما ولكل عامل مفتاح لهذا القفل ولا يستطيع أي عامل فتح الخزينة منفردا إلا بوجود العمال الخمسة وهي طريقة فريدة في مضمونها وهدفها من أجل الحفاظ على المال العام حيث تم الحصول عليه من إحدى مناطق السلطنة.


نفائس متنوعة

 

الزائر لمتحف بدية يمكنه التجوال في مختلف قاعات العرض وتوجد بالمتحف صالة مخصصة لعرض البنادق القديمة والسيوف النادرة والمدافع والكتارات والسهام الحربية وسهام الصيد ومن بين هذه السيوف سيف متوارث عن الأجداد ويعود عمره إلى حوالي 1200 سنة، كما يحوي هذا الركن عرضا يبرز طريقة صناعة الرصاص وصناعة الباروت وتضم أيضا محتويات المطبخ العماني.


 

غرفة المرأة


أهم ما يميز معرض السياحة والتراث في بدية ركن المرأة العمانية الذي يكشف عن خصوصية فريدة للمرأة ويتكون هذا الركن من سبلة العروس تحتوي على الخزف والمفروشات القديمة وهناك سرير اثري قديم تم جلبه من زنجبار وعمرة يتجاوز 120 عاما ويوجد عدة نماذج للأزياء التقليدية في بدية والفضيات التي تلبس من قبل النساء والرجال والأطفال في موسم الاحتفالات الاجتماعية والدينية والوطنية.


 

مرافق أخرى


العمل يجري على قدم وساق في إنشاء مرافق خدمية للسياح والزوار تتضمن مطعما ومطبخا تقليديا يقدم أكلات وطبخات من ولاية بدية بهدف التعريف بالأكلات العمانية التقليدية ومن بين أبرز ملامح المطبخ التقليدي عملية الطبخ في أوانٍِ فخارية التي تستخدم سابقا في عمان وخصص لهذا المطعم صالات استقبال وأماكن الإعاشة تم تصميمها وفق طابع تقليدي مميز.

ويحتوي صحن المتحف على بئر تقليدية يسحب منها الماء وسيتم عرض أنواع من الفخاريات القديمة في عمان التي يصل عمر بعضها 500 سنة إضافة إلى الأواني النحاسية منقوش عليها بعض الآيات القرآنية.

وكشف عامر الحجري عن وجود خطة طموحة لتفعيل دور المتحف في المجتمع من خلال احتضان سلسلة من الأنشطة الاجتماعية والتراثية من بينها إقامة أسابيع تراثية مثل أيام للحرف والمهن القديمة وعروض تراثية متنوعة من اجل إحياء الموروثات التقليدية والاهتمام بها وإبرازها ضمن الأنشطة السياحية وأكد أن رسوم دخول هذا المعلم ستكون مخفضة جدا وتناسب جميع الزوار والسياح.

 

©Copyright 2011 ولاية بديّة | TNB